أصبح مجال الذكاء الاصطناعي هو مجال منتشر في الكثير من التطبيقات. الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلات على أداء الوظائف المعرفية البشرية باستخدام الذكاء البشرية للتصرف كما يفعل الانسان مثل الإدراك والتعلم والتفكير وحل المشكلات. معيار الذكاء الاصطناعي هو المستوى البشري فيما يتعلق بفرق التفكير والكلام والرؤية.
تكمن قابلية الذكاء الاصطناعي لجعل جهاز الكومبيوتر أو الروبوت قادر على التصرف بنفس طريقة تفكير البشر الذكي. أي دراسة طريقة تفكير العقل البشري وطريقة اتخاذ القرارات والعمل عند حل المشكلات بكفاءة عالية. وبعد ذلك تصميم أنظمة برمجية ذكية تحاكي السلوك البشري. يوفر الذكاء الاصطناعي أحدث التقنيات للتعامل مع البينات المعقدة التي لا يستطيع البشر التعامل معها. على سبيل المثال، يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام المعقدة وهذا يسمح للبشر بالتركيز على المهام الأخرى. تطبيق الذكاء الاصطناعي يساعد بشكل كبير في خفض التكاليف وزيادة الإيرادات وتسريع انجاز المهام بالاضافة الى دقة في الاداء.
اصبح للذكاء الاصطناعي يستخدم في المجالات الطبية والاسواق المالية والمصرفية والعسكرية وسيارات ذاتية القيادة والمنازل الذكية والالعاب ذات البعد الفكري والاستراتيجي وغيرها من المجالات. ويشهد هذا المجال تطور سريع للغاية حتى أنه يفوق توقع العلماء والمختصين ، ويمكن أن تلمس هذا الأمر بشدة من خلال تطور برامج الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية والحواسيب كل يوم.
نقسم الذكاء الاصطناعي في يومنا هذا إلى أربعة أنواع أساسية، تشبه إلى حدّ كبير هرم ماسلو للاحتياجات الأساسية، حيث أنّ أبسط أنواع الذكاء الاصطناعي تستطيع القيام بالوظائف الأساسية فقط، في حين أنّ الأنواع الأكثر تقدّمًا هي بمثابة كيان واعٍ تمامًا بذاته وبما يدور من حوله، ويشبه إلى حدّ كبير الوعي البشري. هذه الأنواع الأربعة هي كما يلي:
- الآلات التفاعلية Reactive Machines. ويمثل أوّل مراحل الذكاء الاصطناعي، ومن الأمثلة عليها الأجهزة البسيطة التي تتعرّف على الوجه ولعبة الشطرنج على الالواح الذكية.
- الذاكرة المحدودة Limited Memory. وهذا النوع من الذكاء الاصطناعي، نجد يستخدم في السيارات ذاتية القيادة، والتي تخزّن مختلف البيانات المتعلّقة بحالة الطرق والسيارات الأخرى في الطريق وغيرها من العوامل، وتتخذُ بناءً على هذه البيانات قرارات بشأن الطريق الذي ستسلكه أو ردّة الفعل المعيّنة التي ستقوم بها.
- نظرية العقل Theory of Mind. لا يزال هذا النوع سوى فكرة نظرية، أو مشروعٍ لا يزال العمل جاريًا على تطويره. يمكننا القول أنّ نظرية العقل هي المرحلة المقبلة من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يعمل العلماء حاليًا على ابتكارها وتطويرها. وفي هذا النوع ستتمكّن الآلة (بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي) من فهم الكيانات التي تتفاعل معها، ومعرفة احتياجاتها ومشاعرها ومبادئها، بل وحتى عملية التفكير التي تقوم بها.
- الوعي الذاتي Self Aware يعتبر هذا النوع ذات بعدا مجهول قد يتمكّن البشر أخيرًا من تطوير ذكاء اصطناعي واعٍ بذاته. وهو ذاته الكيان الذي نراه في أفلام الخيال العلمي. هذا النوع من الذكاء الاصطناعي قد يوقد الكثير من الآمال، لكنّه أيضًا يثير الكثير من المخاوف. ففكرةُ وجود آلي واعٍ بنفسه وله ذكاءٌ خاصّ ومستقلّ أمرٌ مثير للقلق، لأنّ ذلك يعني أنّ على البشر حينها التفاوض مع الآلة التي صنعوها بأيديهم، ونتيجة هذه المفاوضات تفسح المجال للكثير من الافتراضات والتوقّعات والتخيّلات.
لقد تجاوزنا اليوم مرحلة النوع الأول من، ونحن على وشك إتقان واحتراف النوع الثاني، لكن النوعين الثالث والرابع من الذكاء الاصطناعي يتواجدان كنظرية فقط، وسيمثّلان على الأغلب المرحلة المقبلة من تطوّر الذكاء الاصطناعي.