أ.د.عبدالهادي عباس الابراهيمي
قسم التحليلات المرضية/كلية العلوم/جامعة الكوفة
الارشاد التربوي هو مساعد ة الطالب على اكتساب الفهم والنفاذ إلى أي صعوبة قد يواجهها، لتطوير المرونة العاطفية وعمل تغيير حقيقي لأجل تحقيق إمكانياته الأكاديمية والشخصية.
برهنت البحوث المتخصصة على حدوث نتائج ايجابية خاصة عندما يكون المرشد (أو المعالج) متحمساً واثقاً من نفسه وعندما تكون هناك رغبة من قيل العميل في التغيير. نحن نستطيع أن نغير الطالب، ونستطيع أن نساعده ونشجعه نحو التغيير اذا كانت العلاقة صحيحة وتتسم بوجود الثقة بين المرشد والطالب.
إن خدمة الارشاد تساعد الطالب في معالجة المشاكل الشخصية أو العاطفية التي قد تؤثر على وقته في الجامعة وتساعده في تحقيق كامل قدراته الأكاديمية والشخصية من خلال العملية الارشادية.
قضايا الطالب واهتماماته
قد تكون لدى الطالب مشكلة طويلة الأمد أو قلق يشعر أنه بحاجة إلى التعامل معه، أو ربما تواجهه صعوبات جديدة في الجامعة، وربما يكافح الطالب من أجل إثبات الهوية, أو إقامة علاقات أو مواكبة التوقعات الأكاديمية. وقد يصارع مشكلة محددة ومحددة جداً، أو قد لا يكون لديه أي فكرة عن المشكلة, ولكن لديه فقط إحساس بأن شيئاً ما ليس صحيحًا.
من الملاحظ ان كل طالب يجلب قضاياه واهتماماته معه, بعضها ناتج عن تجارب سابقة غير مرتبطة بالدراسة, وغيرها هي انعكاس لحياته الجامعية في الوقت الحاضر. ومن بين المشاكل الشائعة على سبيل المثال: تأسيس الاستقلال عن المنزل والعائلة، وحل النزاعات, والشكوك حول الهوية, وتشكيل المزيد من الصداقات والعلاقات الناضجة, ومواجهة الفرص والضغوط في حياة الطلاب.
الاستشارات الفردية والجماعية
هناك العديد من الفوائد للعمل في علاقة علاجية مع مرشد محترف على أساس فردي، ويمكن أن يكون من المريح أن يخبر الطالب شخصًا ثقة وغير متحيز عن الصعوبات التي يواجهها وما هو السبيل لحل هذه المشكلات.
يمكن أن تكوِّن الجلسات الارشادية لمجموعات مفتوحة شكلاً فعالاً من المساعدة لمجموعة من المشاكل. هذه المجموعات هي شكل من أشكال المساعدة الأكثر فعالية من الارشاد الفردي لكثير من الافراد, ويمكن أن توفر المجموعة فرصة لاستكشاف ماهية علاقة الطالب بالآخرين، ورؤية نفسه من خلال أعينهم, والاستفادة من تجاربهم ودعمهم.
العلاج المعرفي السلوكي
إن العلاج السُّلوكي المعرفي هو طريقة علاجية تعتمد على الحديث بين العميل والمعالِج (الطالب والاستاذ)، وذلك بهدف التغلب على المشاكل عن طريق تغيير طريقة التفكير والتصرف.
يستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الكآبة والقلق وتعكر المزاج وحالات نفسية أخرى، ويستند على مساعدة الفرد في إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية بهدف تغييرها إلى أفكار أو قناعات إيجابية أكثر واقعية، ويستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع الأدوية المستعملة لعلاج الكآبة.
إن العلاج السلوكي المعرفي علاج حديث يساعد الفرد في إدراك التفكير غير الدقيق أو السلبي، بحيث يمكن أن يرى المواقف الصعبة بوضوح ويتعامل معها بطريقة أكثر فعالية.
يساعد هذا العلاج الفرد على إدارة المشاكل من خلال تمكينه من التعرف على كيفية تأثير أفكاره على مشاعره وسلوكه. ويجمع هذا العلاج بين النهج المعرفي (دراسة أفكار الفرد) مع النهج السلوكي (الأشياء التي يقوم بها), ويهدف إلى كسر المشاكل العميقة إلى أجزاء أصغر, مما يسهل إدارتها. كما انه يساعد المعالج على تحديد الأفكار السلبية أو الزائفة واستبدال تلك الأفكار بأخرى أكثر صحة وواقعية, فعلى سبيل المثال قد تشعر بعدم القيمة أو تعتقد أن حياتك سيئة وستزداد سوءًا, أو قد تستحوذ عليك عيوبك ونواقصك، هنا يأتي دور المعالج (المرشد) بجعلك تدرك أن لديك هذه الأفكار، وبعد ذلك, يُعلمك مقايضتها بأخرى أكثر إيجابية. فالتغيير في موقفك يؤدي إلى تغيير في سلوكك ، وذلك يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب.
ما يمكن توقعه من المشورة
يمكن أن يساعد المرشد المختص في تطبيع التجربة الشخصية ووضعها في السياق السليم، وتحقيق الموضوعية، والمسافة الحرجة، والخبرة في التعامل مع المشكلات من جميع الأنواع. وهذا غالبا ما يؤدي إلى رؤية المشكلة بطريقة جديدة، والشعور بقدرة أكثر في السيطرة عليها.
ان العمل قصير المدى يمثل دعما قائما على الأدلة بالنسبة لعدد كبير من الأشخاص لا سيما أولئك الذين هم في الفئة العمرية للطلاب، لذا فهي طريقة فعالة للعمل الارشادي, والأكثر شيوعًا وجود جلسات استشارية في أسابيع متتالية. وختاما يساعد العلاج المعرفي السلوكي على التعرف على الأفكار السلبية، وكسر هذه الأفكار، وإيجاد طريقة أكثر إيجابية في التفكير.
الاستنتاجات
1- ان بناء علاقة علاجية قوية مع الطالب هي أولوية عليا للعمل معًا على تطوير خطة علاجية مناسبة تمامًا.
2- حب العمل الارشادي يجعل المرشد قادراً على مساعدة الطالب على الشعو ر بالتحسن, ولابد من استخدام طرق علاجية قائمة على الأدلة.
3- يرجح نجاح المرشد في مساعدة الأشخاص الذين يشعرون بالإحباط أو اليأس اذا كان للمرشد ثقة عالية تجعله يؤمن بأن أي شخص يمكن أن يتمتع بصحة نفسية أفضل.
4- ان الدور الارشادي هو عمل شاق يستهدف الحصول على مرونة الطالب لمساعدته في التفكير وجعل ما يواجهه من تحديات أمراً عادياً.