تتضمن الحكمة الإلهية لعيد الغدير الأغر عدة نواحي:
1. استكمال الرسالة الإسلامية: يُعتبر عيد الغدير الأغر استكمالًا للرسالة الإسلامية بعد رحيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إذ يُعلن في هذا اليوم تعيين الإمام علي بن أبي طالب كخليفة ووصي من قبل الله. وبذلك يكون الله قد أكمل رسالته وحدد القيادة الروحية للمسلمين.
2. توجيه الأمة بإرشاد إلهي: يعتبر عيد الغدير الأغر توجيهًا إلهيًا للأمة الإسلامية بتحديد الإمام المعصوم والقائد الروحي بعد النبي. يؤكد على أهمية اتباع وولاية الإمام علي وخلفائه المعصومين كواجب ديني للمسلمين.
3. تعزيز العدالة والمساواة: يُشدد عيد الغدير الأغر على أهمية العدالة والمساواة في المجتمع. حيث أن الإمام علي كان يتمتع بسمعة العدل وكان ينصح بالتعامل بالمساواة والإنصاف. وبالتالي، يُعلمنا العيد بأهمية تعزيز العدالة والمساواة في الحياة الاجتماعية والسياسية.
4. تعزيز الوحدة والتضامن الإسلامي: يُعزز عيد الغدير الأغر الوحدة والتضامن بين المسلمين. يتجمع المسلمون في هذا اليوم لتأكيد ولاءهم للإمام علي والاعتراف بقيادته الإلهية. وهذا يعزز الروح الوحدوية ويعمق التعاضد بين المسلمين.
وتجتمع هذه الحكم الإلهية في عيد الغدير الأغر في العناصر الروحية والتوجيهية الإلهية للأمة الإسلامية، مما يعزز القيم الدينية والأخلاقية ويعمق الترابط والتضامن بين المسلمين.
ومن العبر التي نستخلصها من عيد الغدير الاغر هي أهمية الإعلان الواضح والعلني لتعيين القادة والخلفاء والحكام على وجه الوضوح والشفافية ومن المهم أن يتم توجيه وإعلان السلطة والقيادة بشكل مباشر وعلني لتجنب الفوضى والتراشق السياسي. ، ان الإمامة والقيادة الروحية في الإسلام تجتمع في الإمام علي (ع) اذ كان قدوة للمسلمين في الإيمان والعبادة والأخلاق وبالتالي، ينبغي على القادة أن يكونوا مثالًا حيًا للقيم الروحية والأخلاقية ، الغدير الأغر يعلمنا أهمية الوحدة بين المسلمين أذ رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الغدير الأغر جموع المسلمين يلتقون ويتعاهدون على ولاية وقيادة علي بن أبي طالب و هذا يعكس ضرورة تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين وتجاوز الخلافات السياسية والطائفي ، اذا ان الإمام علي (ع) كان معروفًا بعدالته ومساواته في التعامل مع الناس في المجتمع، سواء في التعامل مع الأفراد أو توزيع الموارد أو إدارة العدالة.
هذه بعض الحكم والعبر الالهية التي يمكن استخلاصها من عيد الغدير الأغر وعلى الحكام والقاده أخذ هذه العبر إلى حياتهم المهنية واليومية لتعزيز القيم الإسلامية والروحانية وتعزيز التضامن والعدل في المجتمع.
بقلم الدكتور فارس عبد ياسين
كلية العلوم